وداع مؤلم لرهف.. الاحتلال يئد أحلام عائلة حسان

المحافظة الوسطى - مؤمن غراب- صفا

أدمى يحيى حسان قلوب كل من شاهد صورته وهو يحتضن بأسى شديد طفلته رهف مجبرا على وداعها شهيدة وهي التي لم تتجاوز الثلاث أعوام من عمرها جراء قصف إسرائيلي استهدف محيط منزله في جنوب مدينة غزة.

وغلبت الفاجعة الأب المكلوم وهو يخاطب ابنته "أصحي يابا.. أصحي يابا" دون أن يتلقى استجابة من طفلته بينما كانت تتمدد ببراءة بالغة استعدادا للرحيل الأخير عن حضنه.

وحظيت الصورة بانتشار هائل في الصفحات المحلية لمواقع التواصل الاجتماعي معيدة إلى الأذهان مشاهد قائمة طويلة من ضحايا القتل الإسرائيلي بحق الأطفال والنساء. 

وقضت الطفلة رهف مع والدتها نور (35 عامًا) التي استشهدت وهي حامل في الشهر الخامس بعد أن انهار منزلهم غير المقام بالإسمنت والمكون من طابق واحد فوق رؤوسهم في عتمة الليل. 

ولاحظ سكان في المنطقة انفجارا هائلا في محيط منزل حسان لكن ما كشفته اللحظات اللاحقة لهم وما حل بالعائلة كان حدثا صادما. 

وأصيب يحيى بشظايا متفرقة بالجسم وكسور بالقدمين، وأصيب طفله محمد (5 أعوام) بشظايا متفرقة بالجسم.  

كما أصيب ثلاثة آخرون وهم أبناء عم يحي ويقطنون بالقرب من منزله بشظايا متفرقة في الجسم.

واحتاج الأب المكلوم لكثير من الوقت وهو بالكاد يستعيد أنفاسه ويصف لوكالة "صفا"، ما شعر به لحظة القصف الإسرائيلي ب"النيزك" الذي حول المنطقة لحفرة كبيرة.

وروي حسان أن منطقتهم معروفة بوجود عددا من البيوت السكنية بجوار الموقع المستهدف "إلا أن الاحتلال لا يفرق بين المدنيين والعسكريين وهذا ما هو معهود عليه في جميع مواجهاته مع الفلسطينيين".

ويعمل حسان مزارعًا في أرضه، وكان تزوج نحو ستة أعوام وأنجب طفلين وكان بانتظار ثالثهم قبل أن يقضى مع والدته حتى قبل أن يرى النور.

وتساءل الرجل بنبرات متقطعة يغلبها الحزن والصدمة: "لماذا قتلوا زوجتي وابنتي، هل هذه هي أهدافهم الذي يتحدثون عنها، إنها جريمة يجب أن يعاقب الاحتلال عليها".

ويضيف" دماء زوجتي وأبنتي ستكون وقود لثورة الشعب في وجه الاحتلال الإسرائيلي ولن يخمدها أحد مهما كان، حتى تتحرر أرضنا من ظلمه وانتهاكه للمقدسات والحرائر في القدس المحتلة".

والمفارقة أن حسان كان الاحتلال الإسرائيلي استهدف منزله المكون من ثلاثة طوابق في منطقة المغراقة وسط قطاع غزة خلال عدوانه الأخير على القطاع صيف العام الماضي.

ودفعه ذلك إلى إقامة منزل بسيط في أرضه الزراعية في حي الزيتون جنوب مدينة غزة ليحل ما أصابه بفعل غارة إسرائيلية استهدفت موقع تدريب للمقاومة مجاور له.

وتم انتشال يحيى وطفله محمد من تحت أنقاض منزلهم المدمر بحسب ما روى أقاربه.

وشيعت جماهير غفيرة جثمان نور وطفلتها رهف وسط عبارات غاضبة لحجم الجريمة بحقهما.

وانطلق موكب التشييع من مسجد "الإيمان" في قرية المغراقة باتجاه مقبرة "الشهداء" في مخيم الزوايدة بمشاركة قادة من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وفصائل أخرى ونواب من المجلس التشريعي.

وقال القيادي في "حماس" صلاح البردويل خلال الجنازة إن دماء عائلة حسان وغيرهم من الشهداء في غزة عانقت دماء شهداء الضفة الغربية والقدس المحتلة لتكون وقودًا للانتفاضة المشتعلة بوجه الاحتلال.

وشدد البردويل على أن الانتفاضة الفلسطينية انطلقت ولن يخمدها أحد أيًا كان باعتبارها "ردة فعل طبيعية على الجرائم المستمرة بحق المقدسات والأرض الفلسطينية".

واستشهد 23 مواطنا منهم 12 في الضفة الغربية والقدس المحتلة و11 في قطاع غزة فيما أصيب أكثر من ألف آخرين بجروح منذ مطلع الشهر الجاري وسط دعوات لاندلاع انتفاضة شاملة في وجه الاحتلال.

/ تعليق عبر الفيس بوك

استمرار "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة